قصة غار حراء والوحي، الوحي على الرسول وعمره، حياة الرسول بعد الوحي، وكيف نزل الوحي. وسنتحدث عنها بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.
قصة غار حراء والوحي
– وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتزل أهل مكة. ولأنهم كانوا يعبدون الأصنام، كان يذهب إلى غار حراء في جبل قريب، فيأخذ معه طعامه وشرابه، ويمكث في الغار أياما طويلة. يتفكر فيمن خلق هذا الكون، وفي أحد أيام شهر رمضان، بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفكر في خلق السماوات والأرض؛ فأنزل الله تعالى عليه جبريل فقال للرسول: اقرأ. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لست بقارئ». فرددها عليه جبريل 3 مرات، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في كل مرة: «لست بقارئ». وآخر مرة قال الملك جبريل عليه السلام: (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم). وعلم الإنسان ما لم يعلم).
– وكانت هذه الآيات الكريمة أول ما نزل من القرآن الكريم، فحفظ النبي ما قاله جبريل عليه السلام، ورجع إلى زوجته السيدة خديجة خائفا مرعوبا ومرتعدا، وقال ل هي: «زومني، عانقني» (يعني: غطني). فلما هدأ وذهب خوفه، أخبر زوجته بما رأى وسمع. فطمأنته وقالت له: أبشر يا ابن عم. وأرجو أن تكون نبي هذه الأمة».
– وبعد ذلك انقطع الوحي عن النبي، ولم يأتيه جبريل مدة. وقد ترك هذا الانقطاع للنبي صلى الله عليه وسلم الضيق والكآبة والحزن، ولكن كان لهذا الانقطاع عدة أهداف. ومنها: أن يذهب الخوف والرعب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه يستعد لنزول الوحي عليه مرة ثانية، ويحدث فيه الترقب والشوق والانتظار.
– وكان صلى الله عليه وسلم قد رجع من ورقة بن نوفل إلى حراء ليكمل إقامته في كهفه، ويتمم ما تبقى من شهر رمضان. ولما انتهى شهر رمضان واستكمل معسكره نزل من حراء صبيحة أول شوال ليعود إلى مكة على عادته.
– وبعد ذلك دخل النبي صلى الله عليه وسلم الوادي فسمع مناديا. فنظر عن يمينه فلم يرى شيئا. فنظر عن يساره فلم يرى شيئا. فنظر أمامه فلم يجد شيئاً، فرفع رأسه شيئاً فشيئاً. وكان الملك الذي جاءه في حراء جالسا على كرسي بين السماء والأرض، وركع النبي خوفا حتى سقط على الأرض. ثم أتى خديجة فقال: شدني، وغطني، وغطني، ثم أسكب علي الماء البارد. ففعلت ذلك، ونزل عليه جبريل ليطلق طاقاته الروحية. فخاطبه فنزلت كلمات الله. قال الله تعالى: (يا أيها المستترون قم فانذر وربك فسبح وثيابك فطهرها والغضب فاهجره)، وهذه الآيات هي بداية رسالة الله تعالى. النبي صلى الله عليه وسلم، فبدأ النبي يدعو كل من اتصف بالاستجابة للدين. وأول رجل أسلم هو أبو بكر الصديق، ومن النساء زوجته خديجة، ومن الأبناء ابن عمه علي بن أبي طالب.
وجاء الوحي على الرسول وحياته
وكان عمر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أربعين سنة حين نزل عليه الوحي، على الراجح والراجح. ولما نفذ عزمه، وبلغ رشده، حبّبه الله تعالى إلى العزلة عن الناس والألفة معه.
حياة الرسول بعد الوحي
وقد قسمت حياة الرسول بعد الوحي إلى ما يلي:
– دعوة سرية
وكانت عبادة الأصنام منتشرة في ذلك الوقت في مكة. كانت هناك صعوبة في التخلي عن المكالمة. وبدأ الرسول دعوته بأهله. وأول من أسلم من النساء زوجته خديجة رضي الله عنها. وكان من الرجال أبو بكر الصديق، ثم زيد بن حارثة، وعلي بن أبي طالب، واستمر ذلك. واستمرت الدعوة السرية لمدة 3 سنوات، وكانت النتيجة أن أسلم كثير من أهل مكة.
– الدعوة عامة
بدأت الدعوة الهجرية مع صعود رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبل الصفا يدعو ويدعو إلى عبادة الله ويترك عبادة الأصنام لأنها لا تنفع ولا تضر. وجاء الرد بالسخرية والسخرية. فحمى أبو طالب الرسول (صلى الله عليه وسلم) منهم، وتآمرت قبائل قريش على قطع بني هاشم وعدم الشراء، فلا يبيعهم أحد منهم ولا يتزوجهم، وكتبوا ذلك في البنود التي كانت معلقة على أسوار مكة . واستمر الحصار 3 سنوات، وبعدها انتشرت الدعوة إلى الخارج. مكة بعد أن كانوا يسخرون منهم ويعذبونهم أمرهم رسول الله بالهجرة إلى الحبشة لأنه معروف عن الحبشة أن لها ملكا لا يظلم، فذهبوا إلى الحبشة وانتشر الإسلام هناك. ثم انتقلت الدعوة إلى خارج مكة وقوبلت بالاستهزاء والتعذيب من المؤمنين، فأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة. حيث كان في الحبشة ملك لا يظلم، ورفض الملك عرض كفار قريش بإرسالهم، ثم انتشرت الدعوة وسوى الإسلام بين الناس، لا فرق بين عربي وعجمي. غير عربي، لا أبيض ولا أسود.
كيف نزل الوحي
وكان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بأشكال كثيرة سواء على هيئة رجل فيتحدث معه والصحابة يرونه ويستمعون إليه كما جاء في حديث جبريل الشهير عندما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة رجل فسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان والصحابة. -رضي الله عنهم- رأوا ذلك، وفي حالات أخرى لم يروه، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أن الحارث بن هشام – رضي الله عنه له- سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في بعض الأحيان يظهر لي الملاك كرجل ويكلمني وأفهم ما يقول). كما أن جبريل كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم على صورته الحقيقية، والدليل على ذلك قوله تعالى: «ورآه في الأفق المبين» أو على صورة السماء. قرع الجرس، كما في الحديث الذي روته أم المؤمنين رضي الله عنها. عنها – صلى الله عليه وسلم – عندما أجاب على سؤال الصحابي قائلاً: (أحياناً يأتيني مثل رنين الجرس) «الرنين صوت الحديد وهو يتم نقلها.”